في ضوضاء الحياة ، وغربتك ..
وفِي وسط إحباطاتك المتتالية ، انهض مرة أخرى ..
جدد عزمك ، استعن بالله ولا تعجز !
.
.

أنتَ لستَ وحيدًا .. معك الله الذي خلقك ، وهو أقرب إليك من أنفاسك ، معك القوة التي لا تُغلب ..
.
.

هناك الكثير يتسابقون معك ، وهناك الكثير لتعمله .. اسبقهم .. جدد عزمك !
وتوكل على الله .



بثينة








على مر القرون وفي كل مجتمع ضُغط عليه في دينه ،
كان هناك ثلّةٌ مؤمنة صابرة ..
صابرت ورابطت على ثغور قلبها ،
تعبت وضحّت حتى قبضها الله وهي على تلك المصابرة ، ما بدّلت ولا تنازلت .. أو حتى فُرّج عنها ..

فلمَ لا تكون من تلك الثّلة ؟
قرر هذا القرار في خضم الزحام الذي يريد أن يصحبك معه ..
لا تنجرف مع التيار ،
توكل على الله واعتصم به ثم ابحث عن صحبة تعينك ..

ففي سورة الكهف التي نقرأها كل جمعة يذكرنا الله بتلك الصحبة وفضل الصحبة في الثبات ،
ثم يقول بالأمر والخطاب لمن ؟ للرسول !! 

("واصبر" نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والْعَشِي يريدون وجهه)
مع أصحابه الذين كانوا من فقراء المؤمنين ..

ثم يعيد الأمر بطريقة التأكيد (ولا تعد عيناك عنهم) !
اجلس معهم وخالطهم ولا تصرف نظرك عنهم لإرادة التمتع بزينة الحياة الدنيا ..

ثم يقول (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا)
ولا تطع من جعلنا قلبه غافلًا عن ذكرنا وآثر هواه على طاعة مولاه ..

فإذا كان هذا الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بِنَا نحن وكيف هي حاجتنا للصحبة المعينة ؟

وما بال بعضنا يتبعون من أُغفل قلبه واتبع هواه وكان أمره فرطًا ومع كل هذه المواصفات هو يصغي لأفكاره ويتبعها ويتأثر بها ...

رابط على ثغور قلبك يا صاحبي ،
ففي الطاعة واجتناب المنهي عنه هناء الدنيا والآخرة ،

في الطاعة عزة
وحسنات وجميل أثر ...

♥️

بثينة







كلامٌ رائع لابن القيم -رحمه الله- :
"وهذا عامٌّ في جميع الخلق؛ امتحن بعضهم ببعض:


فامتحنَ الرُّسُلَ بالمرسَل إليهم، ودعوتهم إلى الحق، والصبر على أذاهم، وتحمُّلِ المشاقّ في تبليغهم رسالاتِ ربِّهم.

وامتحنَ المرسَلَ إليهم بالرسُل؛ وهل يطيعونهم، وينصرونهم، ويُصدّقونهم؟ أم يكفرون بهم، ويرُدّون عليهم، ويقاتلونهم؟

وامتحنَ العلماءَ بالجهّال؛ هل يعلِّمونهم، وينصحونهم، ويصبرون على تعليمهم، ونصحهم، وإرشادهم، ولوازم ذلك.

وامتحن الجهالَ بالعلماء؛ هل يطيعونهم، ويهتدون بهم؟

وامتحن الملوك بالرعية، والرعية بالملوك.

وامتحن الأغنياء بالفقراء، والفقراء بالأغنياء.

وامتحن الضعفاء بالأقوياء، والأقوياء بالضعفاء.

والسادة بالأتباع، والأتباع بالسادة.

وامتحن المالكَ بمملوكه، ومملوكَه به.

وامتحن الرجل بامرأته، وامرأته به.

وامتحن الرجال بالنساء، والنساء بالرجال.

والمؤمنين بالكفار، والكفار بالمؤمنين.

وامتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم، وامتحن المأمورين بهم.


ولذلك كان فقراءُ المؤمنين وضعفاؤهم من أتباع الرسل؛ فتنةً لأغنيائهم ورؤسائهم، امتنعوا من الإيمان بعد معرفتهم بصدق الرسُل، وقالوا: ﴿ لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ هؤلاء، وقالوا لنوح عليه السلام: ﴿ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ .

قال تعالى : ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا فإذا رأى الشريفُ الرئيسُ المسكينَ الذليلَ قد سَبَقَهُ إلى الإيمان ومتابعةِ الرسول؛ حَمِىَ وأنِفَ أن يُسْلِمَ فيكون مثله! وقال: أُسلم فأكون أنا وهذا الوضيع على حد سواء؟!

قال الزَّجَّاج : كان الرجلُ الشريفُ ربما أراد الإسلام، فيمتنع منه لئلا يقال: أسلم قبله من هو دونه، فيقيمُ على كفرهِ؛ لئلاّ يكون للمسلم السابقةُ عليه في الفضل.

ومن كون بعض الناس لبعضهم فتنة :

أن الفقير يقول : لِمَ لَمْ أكنْ مثل الغنيّ ؟!

ويقول الضعيف : هلاَّ كنتُ مثل القوي ؟!

ويقول المبتلَى : هلا كنتُ مثل المعافَى ؟!

وقال الكفار : ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ .

قال مُقاتل : نزلت في افتتانِ المشركين بفقراء المهاجرين - نحو بلال، وخبّاب، وصهيب، وأبي ذرٍّ، وابن مسعود، وعمّار - كان كفّارُ قريشٍ يقولون: انظروا إلى هؤلاء الذين تَبِعوا محمداً من موالينا وأراذلنا ؟!

قال الله تعالى : ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ۝ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ۝ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ فأخبر - سبحانه - أنه جزاهم على صبرهم كما قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ .

قال الزَّجَّاج : أي أتصبرون على البلاء، فقد عرفتم ما وَجدَ الصابرون ؟!

قلت : قَرَنَ الله - سبحانه - الفتنةَ بالصبر ههنا، وفي قوله: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا فليس لمن قد فُتِن بفتنةٍ دواءٌ مثلُ الصبرِ، فإن صبرَ كانت الفتنةُ مُمَحِّصَةً له، ومُخلِّصة من الذنوب، كما يُخلّصُ الكِيرُ خَبَثَ الذَّهبِ والفِضّة.

فالفتنةُ كيرُ القلوب، ومَحَكّ الإيمان، وبها يتبين الصادق من الكاذب.

قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ .

فالفتنةُ قَسَمتِ الناس إلى صادقٍ وكاذبٍ، ومؤمن ومنافق، وطيبٍ وخبيث، فمن صبر عليها؛ كانت رحمةً في حقِّه، ونجا بصبره من فتنةٍ أعظم منها، ومن لم يصبر عليها؛ وقع في فتنةٍ أشّدَّ منها.

فالفتنة لا بد منها في الدنيا والآخرة كما قال تعالى : ﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ۝ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ فالنار فتنة من لم يصبر على فتنة الدنيا، قال تعالى في شجرة الزقوم: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ...

والكافر مفتونٌ بالمؤمن في الدنيا، كما أن المؤمن مفتون به، ولهذا سألَ المؤمنون ربّهم أنْ لا يجعلهم فتنةً للذين كفروا، كما قال الحُنفاء: ﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ۝ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وقال أصحاب موسى عليه السلام: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ .

قال مجاهد : المعنى لا تعذبنا بأيديهم، ولا بعذابٍ من عندك؛ فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق؛ ما أصابهم هذا.

وقال الزَّجَّاج : معناه : لا تُظهِرهم علينا؛ فيظنّوا أنهم على حقٍّ، فيفتنوا بذلك.

وقال الفرّاء : لا تُظهر علينا الكفارَ؛ فيَرَوْا أنهم على حقٍّ وأنَّا على باطل.

وقال مقاتل : لا تُقتِّر علينا الرزق وتبْسُطه عليهم؛ فيكون ذلك فتنة لهم.

وقد أخبر الله سبحانه أنه قد فتن كلا من الفريقين بالفريق الآخر فقال : ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا فقال الله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ .

والمقصود : أن الله - سبحانه - فتن أصحاب الشهواتِ بالصّوَر الجميلة، وفَتن أولئك بهم، فكل من النوعين فتنةٌ للآخر، فمن صبر منهم على تلك الفتنة؛ نجا مما هو أعظم منها، ومن أصابته تلك الفتنة؛ سقط فيما هو شرّ منها، فإن تدارك ذلك بالتوبة النصوح، وإلا فبسبيل من هلَكَ، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم -« مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ » [رواه البخاري وسلم] أو كما قال.

فالعبدُ في هذه الدار مفتونٌ بشهواته، ونفسه الأمّارة، وشيطانه المغوِي المزين، وقرنائه، وما يراه، ويشاهده، مما يَعجِزُ صبرُهُ عنه، ويتفقُ مع ذلك ضعفُ الإيمان واليقين، وضعف القلب، ومرارة الصبر، وذوق حلاوة العاجل، وميل النفس إلى زهرة الحياة الدنيا، وكون العِوض مؤجّلاً في دار أخرى غير هذه الدار التي خلق فيها، وفيها نشأ، فهو مكلفٌ بأن يترك شهوته الحاضرة المشاهدة لغيب طلب منه الإيمان به:

فوالله لولا الله يُسعِد عبده ...,. بتوفيقه والله بالعبد أرحمُ

لما ثَبَتَ الأيمان يوماً بقلبه ... على هذه العلاّت والأمرُ أعظمُ

ولا طاوعته النفس في ترك شهوةٍ ... مخافةَ نارٍ جمرُها يتضرَّم

ولا خافَ يوماً من مقام إلهه .. عليه بحكمٍ القِسطِ إذ ليسَ يُظلم "








من كتاب
"إغاثة اللهفان" ( 2 / 881 )







تأمل في غرفتك .. في كل الأشياء التي حولك .. سريرك .. ملابسك .. أغراضك .. واستشعر أنها كلها من الله .. كلها ربي منحك إياها .. المال الذي يأتيك ومال أهلك .. ربي أعطاك إياه كرماً منه .. أنظر إلى جسمك .. إلى وجهك .. ربي الذي خلقك وعافاك .. فضلاً منه لا استحقاقاً منك .. تأمل الملذات التي تعيشها .. وتأمل أيضاً قلبك .. عقيدتك .. اصطفاؤه لك .. وتدبيره لحياتك واختياره الأصلح لك ..





(وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً )


أي: عمّكم وغمركم نعمه الظاهرة والباطنة التي نعلم بها; والتي تخفى علينا، نعم الدنيا، ونعم الدين،
حصول المنافع، ودفع المضار، فوظيفتكم أن تقوموا بشكر هذه النعم; بمحبة المنعم والخضوع له;
وصرفها في الاستعانة على طاعته، وأن لا يستعان بشيء منها على معصيته।*


وفقني ربي وإياكم لحمده وشكره ..
بثينة


* تفسير السعدي



( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )
آل عمران 173 – 174




"فزادهم إيماناً "...! "وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" ... بعيداً عن مقاييس الدنيا كلها ..
" فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء .. واتبعوا رضوان الله .."

يا لذة الإيمان .. يا لطمأنينة الإيمان .. ويا لهنائه !


في فتن القلوب والشكوك .. ومع وساوس الشيطان وتخويفه من الدنيا والقدر .. في تربّصه بيقين الإنسان وتوكله .. لا يثبت المؤمن فقط بل عندما يعود ويفكر .. ويدعو ربه بإلحاح يزداد إيماناً وتعلقاً وتوكلاً بربه الرحيم اللطيف ..



وفي دعة الدنيا وتبسّمها .. يستأنس المرء بطيب الحياة الإيمانية .. ويجد فعلاً أنها الحياة الحقيقة ..


الإيمان .. عيشة الدنيا الهنيّة .. روضة الروح النديّة ..
الإيمان .. المطلب الغالي النفيس .. الذي إن تلمسته فليس معنى ذلك أنك "التقطته" .. فذلك أبداً لا يكون ..!
بل هو الذي يزورك ويستوطن قلبك عندما تستحق ذلك ، ويهاجر عنك إن قصرت أنت في طلبه ..


يارب حقق إيماننا وارفع درجاتنا .. ونجّنا من الفتن وتوفنا وأنتَ راضٍ عنا ..


2011-01-15

..






تتغيّر الدنيا وتتقلب .. يموت أناسٌ ويولد غيرهم .. تعيش ببيتٍ ثم تأخذك الدنيا لآخر .. تنشغل بأعمال واهتمامات ثم تتغير تماماً .. الأرزاق تتحول .. الذين نخالطهم يتغيرون .. حتى ما نكره ونحب يتغير ...
تتغير وتشغلنا بكل أحوال تغيراتها .. وتمضي الدقائق مسرعةً كل يوم .. لتعلن جرسها في نهاية اليوم عن انتهائه .. ونحن في غمرةٍ ساهون .. نظن أننا حين ننشغل بالدنيا .. أننا محقون !

"مأساة الحياة ليست في ألا تحقق هدفك، ولكن في ألا يكون لك هدف على الإطلاق. "




**




يانفس لاتثقي تمام الثقة بأحد .. حتى نفسك ..
ثقي بالله فقط فهو الكامل المستحق ، لا تتغير صفاته ولا ينقضي كرمه وعطاؤه .. هو الرحيم القريب الحي القيوم ..
أما نحن فخطاؤون يوماً نعمل الصواب ويوماً الخطأ .. يوماً نحنوا ويوماً نقسوا .. يوماً نخشى ونتقي ويوماً نأمن وننسى ....


-


إذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" و إبراهيم عليه السلام الذي هدم الأصنام يقول: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) ..
ومع قمة ضعفنا المتراكم نثق بأنفسنا وننسى أن نردد .. يارب إن وكلتني إلى نفسي فقد وكلتني على ضعفٍ وضَيعة !




**


{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}





"وهذه الآية الكريمة جاءت في ختام سورة العنكبوت، والتي افتتحت بقوله تعالى: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3].

وكأن ختام سورة العنكبوت بهذه القاعدة القرآنية: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} هو جواب عن التساؤل الذي قد يطرحه المؤمن ـ وهو يقرأ صدر سورة العنكبوت التي ذكرنا مطلعها آنفاً ـ تلك الكلمات العظيمة ـ التي تقرر حقيقة شرعية وسنة إلهية ـ في طريق الدعوة إلى الله تعالى، وذلك السؤال هو: ما المخرج من تلك الفتن التي حدثتنا عنها أول سورة العنكبوت؟! فيأتي الجواب في آخر السورة، في هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} فلا بد من الجهاد ـ بمعناه العام ـ ولا بد من الإخلاص، عندها تأتي الهداية، ويتحقق التوفيق بإذن الله." **


كونوا بخير .. وجاهدوا أنفسكم لذلك !
بثينة

-----------------
* (د.بنيامين مايز)
** (د.عمر المقبل )

2010-12-14

لا تنقضي ..



مواسم الخير لا تنقضي .. بل "فرص" الثواب المضاعف لا تنتهي .. تتـتابع .. عطفاً ورحمة وفضلاً من خالقنا سبحانه ..




ها قد انصرمت أيام عامنا الذي استكملناه : 1431 هـ
جرت تغيراتٌ كثيرة فيه ، لكنه مر سريعاً .. كالبرق ..
ابتدأ بشهر الله المحرم ثم تتابعت أشهره كما رتبها سبحانه وتعالى .. ثم جاء شهر رمضان المبارك .. موسم الطاعات العظيم .. ثم شهر شوال وصيام ست منه ، ثم جاءنا شهر محرمٌ ثالث "ذو القعدة"فـ "ذو الحجة" وفيه موسم الحج العظيم وأيامه التي هي خير أيام طلعت فيها الشمس !
ألا تشعرون معي بتتابع الفرص ؟
فرصٌ لتكفير الذنوب والعتق من النار ومضاعفة الحسنات .. ثم بعد شهر محرم تهدأ الشهور ، وكأنها التخلية ثم تعود لنا التحلية ..!
فيا لسعد وهناء من تزوّد .. شحن رصيد إيمانه فهو يتمتع به !
فليس هناك لذة أعظم ولا أجمل من الإيمان !
اللهم لا تحرمنا فضلك ..


،


مر عامٌ من عمرنا وكبرنا سنة ، واقتربنا من الأجل أكثر ...
عامٌ نستهلّه بصيام عاشوراء .. فنحتسب أن يكفر لنا الله فيه سنتنا الماضية ، وكأنه سبحانه يعطينا الأمل !


ما أحلمه ، ما أعظمه .. خلقنا وفطرنا على توحيده .. وغذّانا بالنعم وسخر لنا الأرض و أرسل لنا خير خلقه .. فعلمنا ودلنا على الخير ثم بعد كل هذا نغفل ونخطئ !
وهو يتابع علينا الفرص .. ويعاملنا بحلمه ورحمته ..

يا ربنا .. يا حبيبنا .. نسألك أن توفقنا لمرضاتك .. وتصلح قلوبنا وتعيننا وتغفر لنا .. يا واسع الكرم .. يارب .


بثينة